سورة الواقعة - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الواقعة)


        


قوله جلّ ذكره: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً فَأَصْحَابُ المَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ المَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ المَشْئَمَةِ مَآ أَصْحَابُ المَشْئَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّبِقُونَ}.
{مَآ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}؟ على جهته التفخيم لشأنهم والتعظيم لِقَدْرهم وهم أصحاب اليمن والبركة والثواب.
{مَآ أَصْحَابُ الْمَشْئَمةِ}: على جهة التعظيم والمبالغة في ذَمِّهم، وهم أصحاب الشؤم على أنفسهم ويقال: أصحاب الميمنة هم الذين كانوا في جانب اليمين من آدم عليه السلام يومَ الذَّرِّ، وأصحاب المشأمة هم الذين كانوا على شماله.
ويقال: الذين يُعْطُوْن الكتابَ بأَيمْانهم، والذين يُعْطَوْن الكتاب بشمائلهم.
ويقال: هم الذين يُؤْخَذُ بهم ذات اليمين.. إلى الجنة، والذين يُؤْخَذُ بهم ذات الشمال.. إلى النار.
{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ}: وهم الصف الثالث. وهم السابقون إلى الخصال الحميدة، والأفضال الجميلة.
ويقال: السابقون إلى الهجرة. ويقال: إلى الإسلام. ويقال: إلى الصلوات الخمس.
ويقال: السابقون بصدْق القَدَم. ويقال: السابقون بعُلُوَّ الهِمَم. ويقال: السابقون إلى كل خير. ويقال السابقون المتسارعون إلى التوبة من الذنوب فيتسارعون إلى النَّدمَ إن لم يتسارعوا بصدق القَدَم.
ويقال: الذين سبقت لهم من الله الحسنى فسبقوا إلى ما سبق إليه: {أُوْلَئِِك المُقَرَّبُونَ}.
ولم يقل: {المتقربون} بل قال: أولئك المُقَرَّبون- وهذاعين الجَمْع، فعَلِمَ الكافة أنهم بتقريب ربهِّم سبقوا- لا بِتقَرُّبهم.
{فِى جَنَّاتِ النَّعِيمِ}.
أي: في الجنة. ويقال: مقربون إلا من الجنة فمحال أن يكونوا في الجنة ثم يُقَرَّبون من الجنة، وإنما يُقَرَّبُون إِلى غير الجنة: يُقَرَّبون من بِساط القربة..
وأنَّى بالبساط ولا بساط؟! مقربون.... ولكن من حيث الكرامة لا من حيث المسافة؛ مُقَرَّبةٌ نفوسُهم من الجنة وقلوبهُم إلى الحقِّ.
مُقَرَّبةٌ قلوبهُم من بساط المعرفة، وأرواحُهم من ساحات الشهود- فالحقُّ عزيز.. لا قُرْبَ ولا بُعْدَ، ولا فَصْلَ ولا وَصْلَ.
ويقال: مقربون ولكن من حظوظِهم ونصيِبهم. وأحوالُهم- وإنْ صَفَتْ- فالحقُّ وراء الوراء.


قوله جلّ ذكره: {ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الأَخِرِينَ}.
الثُّلّة: الجماعة. ويقال: ثلة من الأولين الذين شاهدوا أنبياءَهم وقليل من الآخرين الذين شاهدوا نبيَّنَا صلى الله عليه وسلم.
ويقال: ثُلّةٌ من الاولين: من السلف وقليل من المتأخرين: من الأمة.
{عَلَى سُرُرٍمَّوْضُونَةٍ}.
أي منسوخة نسيج الدرع من الذهب. جاء في التفسير: طولُ كل سريرٍ ثلاثمائة ذراع، إنْ أراد الجلوسَ عليه تواضع، وإن استوى عليه ارتفع.
{مُّتَّكِئينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ}.
أي لا يرى بعضُهم قفا بعضٍ. وَصَفهم بصفاء المودة وتَهَذُّب الأخلاق.
{يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وَلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ}.
يطوف عليهم وهم مقيمون لا يبرحون ولدانٌ في سِنِّ واحدة , لا يهرمون.
وقيل: مُقَرَّطون (الخَلدة. القُرْط).
{بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسِ مِّن مَّعِينٍ لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ}.
{بِأَكْوَابٍِ} جمع كوب وهي آنية بلا عروة ولا خرطوم، {وَأَبَارِيِقَ}: جمع إبريق وهو عكس الكوب (أي له خرطوم وعروة).
ولاصداع لهم في شربهم إياها، كما لا تذهب عقولهم بسببها.
ولهم كذلك فاكهة مما يتخيرون، ولحم طيرٍ مما يشتهون، وحُورٌ عين، كأمثال اللؤلؤ المكنون، أي: المصون، جزاءً بما كانوا يعملون.


اللغو: الباطل من القول، والتأثيم: الإثم والهذيان.
ولا يسمعون إلا قيلاً سلاماً، وسلاماً: نعت للقيل.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6